سنة ست وستين
فيها كان الوباء العظيم بمصر.سنة سبع وستين ومائة
وفيها كان الوباء العظيم بالعراق.سنة ثمان عشرة ومائتين
وفيها وقع الوباء العظيم بمصر، فمات أكثرهم، وغلا السِّعر هذه السنة وبعض سنة تسع عشرة.قال: ولم تبقَ دارٌ ولا قرية إلّا مات أكثر أهلها. ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور. وولّت الدنيا عمّن بقي من أولادهم، وركبهم الذّلّ، وجفاهم السلطان لأنّهم خرجوا غير مرّة وأثاروا الفتنة.
ثم سَرَدَ مَن مات من أشرافهم من أول دولة المأمون إلى آخرها، فسمَّى من كبارهم أبا نصر الوليد بن يعفر بن الصّبّاح بن أبرهة، تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، وإبراهيم بن حوّى تُوُفّي فيها، وإبراهيم بن نافع الطّائيّ، تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين، وعثمان بن بلادة فيها، وهاشم بن خُدَيْج، ومحمد بن حسّان بن عتاهية سنة تسعٍ وتسعين، وهُبيرة بن هاشم بن خُدَيْج، وزُرْعة بن معاوية سنة مائتين.
ثم سمَّى عددًا كثيرًا لَا نعرفهم كان لهم جاه وحشمة في عصرهم بمصرهم، انْمحت آثارهم وانطوت أخبارهم.
"في أثنائها حدثت "محنة خلق القرآن" وبقيت المحنة إلى أن وُلِّيَ الخلافةَ المتوكّل سنة اثنتين وثلاثين."
سنة ثمان وخمسون ومائتين
وفيها وقع الوباء العظيم بالعراق، ومات خلق لا يحصون. حتى مات غالب عسكر الموفّق؛ فلما وقع ذلك كتر الزّنج على الموفّق وواقعوه ثانيا أشدّ من الأوّل. ثم هزمهم الله ثانيا. وفيها كانت زلازل هائلة سقطت منها المنازل ومات خلق كثير تحت الرّدم. وفيها كانت واقعة ثالثة بين الزّنج والموفّق كانوا فيها متكافئين.
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة
وفيها وقع الوباء العظيم بأصبهان وبغداد، وغلت الأسعارقال حمزة بن الحسن الأصفهاني: وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في آخرها، وأوّل سنة أربع وعشرين شملت المجاعة للناس وتفاقم الأمر فيها، واقترن بها الموت الذريع، فمات من أهل مدينتي أصبهان أكثر من مائتي ألف إنسان. استقصيت وصف أحداث تلك السنة في كتاب
وَفِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة
كَانَ الوباء الْعَظِيم بالمغرب والأندلس هلك فِيهِ أَكثر الْخلق
سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
وورد الخبر بوباءٍ عظيم بالهند، وغَزْنَة، وأصبهان، وجُرْجان، والّريّ، [ونواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد] على مجاري العادة.وخرج من أصبهان فيه أربعون ألف جنازة .
[تأخُّر المطر]
واستمرّ تأخُّر الأمطار، واستسقوا مرَّتين وما سُقوا. وكان الّذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدَبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلِفَ أكثر الثمار
[انقضاض كوكب]
وفي جُمَادى الأولى عند تصويب الشّمس للغروب انقضّ كوكب كبير كثير الضّوء
[انقضاض كوكب آخر]
وفي شوّال انقضّ ليلة الإثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل التّرس، ولم يزل يقلّ حتّى اضمحلّ
[هياج ريح عظيمة]
وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيّام احتجبت منها السّماء والشّمس، ورمت تُرابًا أحمر، ورملًا
[أكل الأولاد في الإحساء]
ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأنّ الأقوات عدمت.
واضطّرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثمّ أولادهم، حتّى كان الواحد يعاوض بولده ولدَ غيره لئلا تدركه رِقّة إذا ذبحه
[ومات في الموصل] بالجدريّ أربعة آلاف صبي .
سنة أربع وخمسين وأربعمائة
ووقع الوباء العظيم بحلب، حتى إنه مات في رجب من هذه السنة زهاء عن أربعة آلاف فضلاً عن سائر الشهور.وَفِي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
كَانَ الغلاء بِبِلَاد الْمغرب وَكثر بهَا الْجُوع والوباء حَتَّى بلغ القفيز من الْقَمْح ثَمَانِينَ دِينَارا وخلت الْأَمْصَار من أَهلهَاسنة إثنان وثلاثين وستمائة
وفيها كان الوباء العظيم بمصر حيث إنّه مات فى شهر نيّف وثلاثون ألف إنسان.
وَفِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
عاود الغلاء والوباء أَرض الْمغرب فَأكل النَّاس بَعضهم بَعْضًا وَكَانَ يدْفن فِي الحفير الْوَاحِد الْمِائَة من النَّاس
سنة ست وخمسين وستمائة
فيها استولى الطاغية هولاكو على بغداد، وقتل الخليفة المستعصم بالله ومعظم أهل بغداد؛ وقد تقدّم ذلك.
وفيها كان الوباء العظيم بدمشق وغيرها.
سنة تسع وأربعين وسبعمائة
كان الوباء العظيم ، وعمّ الدنيا حتى دخل إلى مكّة المشرّفة، ثم عمّ شرق الأرض وغربها، فمات بهذا الطاعون بمصر والشام وغيرهما خلائق لا تحصى.
وَحدث فِي الْخلق الوباء الْعَظِيم الَّذِي عَم الْمشرق وَالْمغْرب فَأَرْجَفَ بِمَوْتِهِ واضطربت الْأَحْوَال بالمغارب الثَّلَاثَة الْأَدْنَى والأوسط والأقصى
[الفناء العظيم بقبرس]
وفيه وصل الخبر بوقوع فناء عظيم بجزيرة قبرس هلك فيه من الخلق ما لا يحصى، وهلك في شهر واحد ثلاثة من ملوكهم .
[الدعاء بالاستسقاء]
وفيه اجتمع القضاة الأربع ، وجماعة من الفقهاء والمشايخ والأمراء وغيرهم بالجامع الحاكمي ، وقرأوا فيه القرآن العظيم ودعوا وتفرّقوا، ثم اجتمعوا ثانيا في عصر ذلك النهار ودعوا للاستسقاء، فأغاث الله تعالى الناس بمطر غزير . ولله الحمد على ذلك.
[ظهور الوباء بمصر]
وفيه ترافعت الأخبار بوقوع الوباء في عامّة أرض مصر ونواحيها، وارتفع السعر وفشت الأمراض بالقاهرة، وخرج السلطان والأمراء إلى سرياقوس، ثم ظهر الوباء وتزايد بعد ذلك حتى كان الوباء العظيم الذي أخرب به النيل بعد ذلك .
[شعبان]
[تزايد الوباء بالقاهرة]
وفي شعبان كان تزايده وفساده بالقاهرة، وكان عدد من يموت في أوائله مائتي إنسان، ثم عمّ وطمّ .
(غريبة)
وفيه وصل محضر من مدينة حلب ثابت / 24 ب / على قاضيها بكائنة غريبة نادرة اتفقت بنواحي تبريز، وهي أنّ عددا كبيرا من الأفاعي ذات خلقة هائلة في طولها وضخامتها اجتمعت وثارت ببعضها البعض بعد أن افترقت فرقتين، واقتتلت يوما كاملا إلى الليل، فافترقوا ثم عادوا في ثانية وثالثة، كذلك إلى اليوم الرابع، فقويت إحداهما على الأخرى وقتلت منها مقتلة عظيمة، وانهزم باقيها فلم تدع في هزيمتها شجرا إلاّ اقتلعته، ولا حجرا إلاّ قصمته، ولا حيوانا إلاّ أهلكته، وكان أمرا مهولا ومنظرا شنيعا جدّا، شهد به جماعة ممن حضروه وشاهدوه .
[رمضان]
[صوم السلطان بسرياقوس]
وفي رمضان وقع الاتفاق على أن السلطان يصوم بسرياقوس لكثرة الوباء وفشاؤه بالقاهرة .
[ازدياد الوباء]
وفيه زاد الوباء بالقاهرة وفزع الناس منه، وأخذ في البداية حتى كان فيه ما سنذكره.
[إحصاء الموتى داخل القاهرة]
وفيه أحصي من مات في شعبان ورمضان بداخل القاهرة خاصّة، وكانوا تسعماية ألف
[ذو القعدة]
[تناقص الوباء]
وفيه - ذي القعدة - قلّ الوباء وتناقص، فصار يموت كبار الناس.
وفيه مات جماعات كثيرة يعسر عدّتهم.
[ذوة الحجّة]
[ارتفاع الطاعون]
[وفي] ذي حجّة ارتفع الطاعون بعد أن جرف جرفا وزحف بجيش الآجال رجفا. / 26 أ / وكان وباء عظيما قلّ أن رؤي مثله في هذه الأزمان القريبة عمّ البلاد جميعها، بل العالم كلّه في سائر الأقاليم. وله حكايات مشهورة، وقضايا مذكورة. وعرف بالوباء العامّ، ولم يدخل ثغر أسوان ولا بغرناطة من بلاد الأندلس ولا بغزّة وحماه، وما علم سلم من شرّه غير هذه البلاد فقط. ويعجب من ذلك. وكان من غرائب النوادر من كونه عمّ جميع أقاليم الأرض إلاّ هذه.
وكان الناس يحرثون فيه (. . . . . .) وطرقات القاهرة وشوارعها وأسواقها بالموتى، حتى أقفرت منه المنازل.
وقال فيه الشعراء الأشعار، ومن جملة ذلك ما قاله المعمار ، من جملة ما قال:
يا من تمنّى الموت قم واغتنم ... هذا أوان الموت ما فاتا
قد رخص الموت على أهله ... ومات من لا عمره ماتا
وله:
قبّح الطاعون داء ... فقدت فيه الأحبّة
بيعت الأنفس فيه ... كل إنسان بحبّه
[توفّر الإقطاعات والمرتّبات]
وفيه توفّرت الكثير من الأقاطيع والجوامك والمرتّبات بموت أهلها من هذا الوباء العظيم الذي لا يحدّ ولا يضبط المرتبات التي كانت به .
[الفتن والوباء]
وفيها كانت الفتن بساير الأقاليم.
وفيها كان الوباء أيضا بكثير من الأقاليم، وكان عامّا، لكنه كان ابتدأ من بلاد التتار وتلك النواحي حين سنة اثنتين وأربعين، ولا زال زائدا حتى عمّ الدنيا بأسرها.
وجرت فيه أمور وغرائب وعجائب قد ذكرها عدّة من المؤرّخين يطول الشرح في ذكرها.
وفيه ترافعت الأخبار بوقوع الوباء في عامّة أرض مصر ونواحيها، وارتفع السعر وفشت الأمراض بالقاهرة، وخرج السلطان والأمراء إلى سرياقوس، ثم ظهر الوباء وتزايد بعد ذلك حتى كان الوباء العظيم الذي أخرب به النيل بعد ذلك .
[شعبان]
[تزايد الوباء بالقاهرة]
وفي شعبان كان تزايده وفساده بالقاهرة، وكان عدد من يموت في أوائله مائتي إنسان، ثم عمّ وطمّ .
(غريبة)
وفيه وصل محضر من مدينة حلب ثابت / 24 ب / على قاضيها بكائنة غريبة نادرة اتفقت بنواحي تبريز، وهي أنّ عددا كبيرا من الأفاعي ذات خلقة هائلة في طولها وضخامتها اجتمعت وثارت ببعضها البعض بعد أن افترقت فرقتين، واقتتلت يوما كاملا إلى الليل، فافترقوا ثم عادوا في ثانية وثالثة، كذلك إلى اليوم الرابع، فقويت إحداهما على الأخرى وقتلت منها مقتلة عظيمة، وانهزم باقيها فلم تدع في هزيمتها شجرا إلاّ اقتلعته، ولا حجرا إلاّ قصمته، ولا حيوانا إلاّ أهلكته، وكان أمرا مهولا ومنظرا شنيعا جدّا، شهد به جماعة ممن حضروه وشاهدوه .
[رمضان]
[صوم السلطان بسرياقوس]
وفي رمضان وقع الاتفاق على أن السلطان يصوم بسرياقوس لكثرة الوباء وفشاؤه بالقاهرة .
[ازدياد الوباء]
وفيه زاد الوباء بالقاهرة وفزع الناس منه، وأخذ في البداية حتى كان فيه ما سنذكره.
[إحصاء الموتى داخل القاهرة]
وفيه أحصي من مات في شعبان ورمضان بداخل القاهرة خاصّة، وكانوا تسعماية ألف
[ذو القعدة]
[تناقص الوباء]
وفيه - ذي القعدة - قلّ الوباء وتناقص، فصار يموت كبار الناس.
وفيه مات جماعات كثيرة يعسر عدّتهم.
[ذوة الحجّة]
[ارتفاع الطاعون]
[وفي] ذي حجّة ارتفع الطاعون بعد أن جرف جرفا وزحف بجيش الآجال رجفا. / 26 أ / وكان وباء عظيما قلّ أن رؤي مثله في هذه الأزمان القريبة عمّ البلاد جميعها، بل العالم كلّه في سائر الأقاليم. وله حكايات مشهورة، وقضايا مذكورة. وعرف بالوباء العامّ، ولم يدخل ثغر أسوان ولا بغرناطة من بلاد الأندلس ولا بغزّة وحماه، وما علم سلم من شرّه غير هذه البلاد فقط. ويعجب من ذلك. وكان من غرائب النوادر من كونه عمّ جميع أقاليم الأرض إلاّ هذه.
وكان الناس يحرثون فيه (. . . . . .) وطرقات القاهرة وشوارعها وأسواقها بالموتى، حتى أقفرت منه المنازل.
وقال فيه الشعراء الأشعار، ومن جملة ذلك ما قاله المعمار ، من جملة ما قال:
يا من تمنّى الموت قم واغتنم ... هذا أوان الموت ما فاتا
قد رخص الموت على أهله ... ومات من لا عمره ماتا
وله:
قبّح الطاعون داء ... فقدت فيه الأحبّة
بيعت الأنفس فيه ... كل إنسان بحبّه
[توفّر الإقطاعات والمرتّبات]
وفيه توفّرت الكثير من الأقاطيع والجوامك والمرتّبات بموت أهلها من هذا الوباء العظيم الذي لا يحدّ ولا يضبط المرتبات التي كانت به .
[الفتن والوباء]
وفيها كانت الفتن بساير الأقاليم.
وفيها كان الوباء أيضا بكثير من الأقاليم، وكان عامّا، لكنه كان ابتدأ من بلاد التتار وتلك النواحي حين سنة اثنتين وأربعين، ولا زال زائدا حتى عمّ الدنيا بأسرها.
وجرت فيه أمور وغرائب وعجائب قد ذكرها عدّة من المؤرّخين يطول الشرح في ذكرها.
سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة
ولقد شاهدت في هذه الأيام أعاجيب منها أنني أدركت الوباء العظيم في سنة ثلاث وثلاثين ثم في سنة أحد ى وأربعين ثم في سنتي سبع وثمان وأربعين ثم في سنة ثلاث وخمسين وكان وباء سنة ثلاث وثلاثين مهولا إلى الغاية بحيث إنه مات فيه في اليوم الواحد من الخلائق ما ينيف على عشرة آلاف نفر ومع ذلك فكنت أجد آذاك بالمقترحات والشوارع جماعة من العامة يضحكون ويهزلون ومنهم من كان يقع فيما قدر عليه هذا مع عظم الوباء بالمفرط وسرعة الموت بخلاف هذه الأيام فكنت لا ترى من الناس إلا باكيا أو متضرعا إلى الله أو مهموما بكثرة عياله ولا ترى جماعة بمكان إلا وكلامهم غالبا في القمح والدقيق والخبز فكا هذا دأب الناس في هذه الأيام.
وفي يوم الجمعة تاسع عشرة خرج القوم أيضاً مرة ثالثة إلى الاستسقاء بالمكان المذكور وفعلوا كفعلهم في المرتين من التضرع والدعاء إلى الله ونودي فيه أيضاً بزيادة إصبع من النقص فلله الحمد
وفيه كانت غزوة عظيمة ببلاد الحبشة كانت بعث السلطان شهاب الدين أحمد بن سعد الدين ملك المسلمين أخاه خير الدين لقتال الكفّار من الحبشة فنصره الله تعالى عليهم وفتح من بلاد أمحره عدّة، وأخرب لهم ستّ كنائس. وكان الوباء العظيم قد شنّع بعامّة بلاد الحبشة ومات فيه من المسلمين والكفّار عالم لا يحصى حتى كادت أن تخلو البلاد، بل خلا الكثير منها.
وكان هلك في هذا الوباء ملك الحبشة الكافر صاحب أمحره الذي يقال له الحطي، ووقع الخلف بعده، ثم اتفقوا على إقامة صغير، فاغتنم فخر الدين الفرصة وغزى هذه الغزوة وعاد مؤيّدا منصورا ومعه من الأموال والسبايا ما لا يحصى، ثم عاد غازيا في شوال أيضا، وكانت له الأيادي في غزوته
وفي يوم الجمعة تاسع عشرة خرج القوم أيضاً مرة ثالثة إلى الاستسقاء بالمكان المذكور وفعلوا كفعلهم في المرتين من التضرع والدعاء إلى الله ونودي فيه أيضاً بزيادة إصبع من النقص فلله الحمد
سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة
[غزوة المسلمين في الحبشة]وفيه كانت غزوة عظيمة ببلاد الحبشة كانت بعث السلطان شهاب الدين أحمد بن سعد الدين ملك المسلمين أخاه خير الدين لقتال الكفّار من الحبشة فنصره الله تعالى عليهم وفتح من بلاد أمحره عدّة، وأخرب لهم ستّ كنائس. وكان الوباء العظيم قد شنّع بعامّة بلاد الحبشة ومات فيه من المسلمين والكفّار عالم لا يحصى حتى كادت أن تخلو البلاد، بل خلا الكثير منها.
وكان هلك في هذا الوباء ملك الحبشة الكافر صاحب أمحره الذي يقال له الحطي، ووقع الخلف بعده، ثم اتفقوا على إقامة صغير، فاغتنم فخر الدين الفرصة وغزى هذه الغزوة وعاد مؤيّدا منصورا ومعه من الأموال والسبايا ما لا يحصى، ثم عاد غازيا في شوال أيضا، وكانت له الأيادي في غزوته
وَفِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة
كَانَ الوباء الْعَظِيم بالمغرب هلك فِيهِ جمع من كبار الْعلمَاء والأعيان وَيُسمى هَذَا الوباء عِنْد أهل فاس بوباء عزونةوَفِي سنة تسعين وَألف
وَقع الوباء الْعَظِيم بالمغرب فَكَانَ عبيد السُّلْطَان يردون الواردين من الْآفَاق على مكناسة الزَّيْتُون
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire