dimanche 2 avril 2017

مقارنة بين حاضرة البربر وبدوهم

سكان مدن البربر مزايا محمودة

إن الافارقة الذين يسكنون مدن البربر، و لا سيما مدن البحر المتوسط، يجدون متعة كبيرة في التعلم و ينصرفون للدراسة بعناية كبيرة. و من بين هذه الدراسات نذكر العلوم الانسانية و الشرعية الاسلامية التي تحتل المكانة الأولى. و قد اعتادوا في الماضي دراسة الرياضيات و الفلك و الفلسفة. و لكن منذ أربعمائة عام، كما ألمحت الى ذلك سابقا، حظر عليهم علماؤهم و ملوكهم تعلم الكثير من هذه العلوم‏ . و كذلك كان الحال بالنسبة للفلسفة، و كذلك بالنسبة للتنجيم القضائي.
هذا و يتصف سكان أفريقيا أيضا بشدة تقواهم‏ . فهم يطيعون علماءهم و أئمتهم و يهتمون بشكل كبير في معرفة الأمور الضرورية لديانتهم. فهم يذهبون بلا انقطاع لتأدية صلواتهم في مساجدهم، و يتحملون بصبر لا يتصور القيام بفرض الوضوء قبل الصلاة، و يعمدون أحيانا حتى الى غسل جسمهم كله، كما اعتزمت توضيحه في الكتاب الثاني من مؤلفي عن الايمان و الشريعة الاسلامية.
و فضلا عن ذلك فإن سكان مدن بلاد البربر ماهرون، كما يظهر ذلك في نوعية الأشغال المختلفة الطبيعية و التي يتقنونها. و يتمتعون بتربية طيبة جدا و حسن مجاملة للناس. و هم أناس طيبو السريرة قليلو الاتجاه إلى الإساءة. و يظهر الصدق لديهم في القلب و اللسان، رغم أن الوضع كان على خلاف ذلك في القرون الغابرة، كما تؤكد ذلك كتب التاريخ التي كتبها المؤلفون اللاتين‏ ، و هم رجال أولو بأس و شجاعة كبيرة جدا، لا سيما أهل الجبال منهم. و يحترمون العهد قبل كل شي‏ء، و يفضلون ضياع حياتهم عن أن يخلفوا وعدا. و هم غيورون إلى أبعد الحدود، و يحتقرون الحياة مقابل احتمال إهانة حول موضوع نسائهم. و هم يحبون المال حبا جما مثلما يحبون الثروة و السمعة الطيبة، و يذهبون إلى مختلف أنحاء العالم بتجارتهم، و يرى بعضهم في مختلف المواسم‏ 
في مصر و أثيوبيا و في بلاد العرب و فارس و في الهند و تركيا، و حيثما ذهبوا، يكونون موضع الاحترام و التبجيل، لأنهم مزودون بحذق كبير في المهن التي يمارسونها. و فضلا عن ذلك يتصفون بأنهم محتشمون و شرفاء في حديثهم، و لا يتفوهون أبدا بكلمات غير لائقة أمام الآخرين. و يعبر الأصغر عن احترامه للأكبر منه، سواء في المحادثة أو في أية مناسبة أخرى. و يبلغ هذا الاحترام درجة تحول بين الشاب و بين الكلام عن الحب أو عن الفتاة التي يحبها بحضور والده أو عمه. كما أنه يستحي أن ينشد قصيدة حب و غناء بمجرد أن يرى أخاه الأكبر. و عندما يصل الأولاد لجوار أناس يتكلمون عن الحب، يغادرونهم حالا. تلك هي العادات الطيبة و تقاليد التربية الجيدة التي تجدها عند سكان مدن البربر.


سكان بوادي البربر عيوب مذمومة


فسكان بلاد البربر فقراء و متغطرسون، حقودون بدرجة لا مثيل لها. و يقال انهم يحفرون فوق الرخام عبارات السباب و لا ينزعون الغل من صدورهم. و هم غير موطيّ الأكناف لا يألفون و لا يؤلفون حتى إنه من النادر أن يستطيع الغريب سبيلا الى صداقتهم.
و هم على درجة من السذاجة تجعلهم يصدقون أيّ أمر مستحيل. و الشخص العامى منهم يجهل تماما كل القوانين الطبيعية، حتى إنه ليعتبر كل الظواهر الطبيعية مهما كانت كأنها أعمال ربانية. و هم غير منسجمين في أسلوب عيشهم كما في تصرفاتهم، و يتعرضون للغضب كثيرا. و في أغلب الأحيان نجدهم يتجاذبون أطراف الأحاديث المتعجرفة بصوت مرتفع. و من النادر ألا يرى الإنسان في الشوارع المزدحمة شخصين أو ثلاثة و هم يتلاكمون بقبضات أيديهم. و هم من طبيعة حقيرة. و ليس لأمرائهم مكانة يعتد بها حتى يمكن القول بأن الأمير فيهم هو أقرب الى الحيوان منه الى إنسان متحضر. و ليس بينهم وجهاء و لا قضاة مكلفون بإدارة شئونهم أو بنصحهم على مسألة ما في سياسة أمورهم.
و فضلا عن ذلك فهم محدودو التفكير و جهال في أمور التجارة، فليس لديهم مصارف، و ليس لديهم شخص يتعهد بنقل البضائع من بلد لآخر، فعلى كل تاجر أن يبقى قرب بضائعه و أن يسافر معها.
و هم من أكثر الناس بخلا حتى إن معظمهم لا يرغب الواحد منهم في ايواء غريب لا مجاملة و لا تقربا إلى الله. و القليل منهم أيضا الذين يردون المعروف لمن له عليهم فضل سابق. و هم اناس مفعمون بالقلق و سوداويون لا يتذوقون الدعابة. و هذا يعود الى اهتمامهم بمطالب الحياة المادية دون توقف. لأن فقرهم شديد و ارباحهم هزيلة. و يعيش الرعاة في ضنك سواء في ذلك اهل الجبال منهم واهل السهول، و ذلك لقلة مواردهم فهم في بؤس مقيم وفاقة مزرية. و هم جفاة، لصوص، و جهال. و لا يسدودن ما سبق ان اقترضوه. و الديوثون منهم اكثر من الذين يتصفون بالعفة. فكل الفتيات قبل زواجهن يستطعن ان يعشقن و ان يتذوقن ثمرة الحب. و حتى الاب نفسه يقوم باستقبال عاشق ابنته‏ 
بكل ترحاب، و كذلك الاخ بالنسبة لعاشق اخته، بحيث لا نجد امرأة تحمل بكارتها لزوجها. و لكن من الصحيح القول انه ما ان تتزوج الفتاة حتى يكف العشاق عن مطاردتها، فيذهبون الى اخرى. و معظم هؤلاء ليسوا مسلمين و لا يهودا، و يزيد بعدهم عن المسيحية. و ليس لديهم اي معتقد، و هم ليسوا بلا ديانة فحسب، بل ليس لديهم اي ظل من الدين، و لا يقومون باي صلاة و ليس لهم معابد و يعيشون كالسائمة. و اذا كان بينهم من عنده شي‏ء ضئيل من شعور التقوى، فهو مضطر ان يعيش كالآخرين لانه يفتقر لأية مبادى‏ء دينية، و ليس هناك من فقهاء يرشدونه، و لا قاعدة مستقيمة يسير عليها.

بربر الصحراء أو النوميديون
أما سكان نوميديا فهم أكثر تهذيبا من السابقين، لأنهم يتمسكون بقواعد الأخلاق، و يدرسون الشريعة الاسلامية. و لكنهم لا يعرفون شيئا كبيرا عن العلوم الطبيعية. و هم رجال مدربون على استعمال السلاح، شجعان، و لكنهم طيبون جدا.
و النوميديون قوم بعيدون عن رحاب المعرفة، و يجهلون طريقة السلوك النظامي في الحياة العادية. فهم غدارون، قتلة، و لصوص، دون أي اعتبار أو مراعاة. و هم أيضا بلا إيمان و لا قاعدة دينية. لقد عاشوا في كل الأزمنة و يعيشون و سيعيشون دوما في البؤس. و لا يوجد صنف من الخيانة لا يرتكبونه مدفوعين بالحاجة أو الرغبة في شي‏ء ما.
و لا يوجد بين الحيوانات من يحمل قرونا في طول قرون هؤلاء الأسافل‏ . فهم يكرسون كل حياتهم لفعل الشر و للصيد و للاحتراب فيما بينهم و لرعي ماشيتهم في الصحراء، و يمشون دوما حفاة عراة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire