dimanche 2 avril 2017

صراع الأسود

ينظم حاكم فاس مسرحا لصراع الأسود في داخل قصبته في ساحة واسعة. و تصف في هذا القاعة عدة صناديق كبيرة يتسع داخل كل صندوق منها لرجل يقف فيه و يتحرك بسهولة. و لكل صندوق باب صغير.
و يجلس في كل صندوق رجل مسلح. و عندئذ يطلق الأسد حرا في الباحة، و يقوم أحد هؤلاء الرجال بفتح باب الصندوق، فيجري الأسد حالا نحوه و عند ما يصل الأسد لمسافة قريبة جدا منه يغلق على نفسه الباب. و يعمل كل واحد من الرجال نفس الشي‏ء على التوالي إلى أن يصبح الأسد بحالة ثوران عنيف. ثم يدخل ثور إلى الساحة و تنشب معركة دامية حينئذ بين الحيوانين. فإذا قتل الثور الأسد فإن المشهد ينتهي عند ذلك في هذا اليوم. و لكن إذا قتل الأسد الثور فحينئذ يخرج الرجال المسلحون من صناديقهم لمبارزة الأسد. و يصل عددهم إلى اثني عشر رجلا يحملون بأيديهم حرابا تنتهي بنصل حديد طوله ذراع و نصف ذراع‏ (256)، و إذا أظهر الرجال تفوقا على الاسد يختصر الملك عددهم.
و إذا أظهر الأسد تفوقا على الرجال عمد الملك و أتباعه إلى قتله براشقات سهامهم و هم يسددون إليه من أعلى شرفاتهم حيث يمكن مشاهدة المنظر و يحدث في أكثر الحالات أن يقتل الأسد أحد المصارعين و يجرح الآخرين قبل أن يموت. و تبلغ الجائزة التي يمنحها الملك عشرة دنانير لكل مبارز فضلا عن كسوة جديدة. و هؤلاء الرجال هم من أهل جبل زلاغ، و هم غاية في الشجاعة، بينما يكون قناصو الأسود في البوادي من أهل جبل زرهون.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire