mardi 28 mars 2017

شر النساء


عليَّ نحت المعاني من معادنها ... وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ!
يا شر النساء يا نحيفة الجسم وقليلة اللحم، طويلة السقم، محياض ممراض صفراء، مشئومة عسراء، سليطة الذّفراء، سريعة الوثبة، كأن لسانك حربة، تضحكين من غير عجب، وتقولين الكذب، وتدعين بالحرب، أنفك في السماء، واستك في الماء

يا مذكرة منكرة، يا حديدة العرقوب ؛ بادية الظّنبوب ، منتفخة الوريد، كلامك وعيد، وصوتك شديد؛ تدفنين الحسنات، وتفشين السيئات؛ تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان؛ ليس في قلبها له رأفة، ولا عليها منه مخافة؛ إن دخل خرجت، وان خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت؛ وإن طلقها كانت حرفته، وإن أمسكها كانت مصيبته؛ سفعاء ورهاء «3» ، كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء، تأكل لمّا، وتوسع ذما؛ صخوب غضوب، بذيّة دنية؛ ليس تطفأ نارها، ولا يهدأ إعصارها؛ ضيقة الباع، مهتوكة القناع، صبيها مهزول؛ وبيتها مزبول، إذا حدثت تشير بالاصابع، وتبكي في المجامع، بادية من حجابها، نباحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلّي لسانها بالزور، وسال دمعها بالفجور.

قليل الغير، سريع الطيرة، شديد العتاب، كثير الحساب، قد أقبل بخره، وأدبر ذفره، وهجمت عيناه، واضطربت رجلاه، يفيق سريعا، وينطق رجيعا، يصبح حلسا، ويمسي رجسا، إن جاع جزع، وإن شبع جشع.
ومن صفة المرأة السوء يقال: امرأة سمعنّة نظرنّة؛ وهي التي إذا تسمّعت أو تبصّرت فلم تر شيئا تظنّته تظنّيا.

الْبَلَاء كُله مُوكل بِالْقَرِينَةِ السوء الَّتِي لَا تسكن النَّفس إِلَى كريم عشرتها وَلَا تقر الْعين برؤيتها

عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ مَا رفع أحد نَفسه بعد الْإِيمَان بِاللَّه بِمثل منكح صدق وَلَا وضع أحد نَفسه بعد الْكفْر بِاللَّه بِمثل منكح سوء ثمَّ قَالَ لعن الله فُلَانَة ألفت بني فلَان بيضًا طوَالًا فقلبتهم سُودًا قصارا

لا تنكحنّ برشاء، ولا عمشاء، ولا وقصاء ، ولا لثغاء؛ فيجيئك ولد ألثغ؛ فو الله لولد أعمى أحبّ من ولد ألثغ.
وقال: آخر عمر الرجل خير من أوّله؛ يثوب حلمه، وتثقل حصاته، وتحمد سريرته، وتكمل تجاربه، وآخر عمر المرأة شر من أوله؛ يذهب جمالها، ويذرب لسانها، وتعقم رحمها، ويسوء خلقها.

وقال في أمّه:
تنحّي فاجلسي منّي بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
أغربالا إذا استودعت سرّا ... وكانونا على المتحدّثينا
حياتك ما علمت حياة سوء ... وموتك قد يسرّ الصالحينا
وقال زيد بن عمير في أمته:
أعاتبها حتى إذا قلت اقلعت ... أبى الله إلّا خزيها فتعود
فإن طمثت قادت وإن طهرت زنت ... فهي أبدا يزنى بها وتقود

وقال آخر يصف امرأة لثغاء:
أوّل ما أسمع منها في السّحر ... تذكيرها الأنثى وتأنيث الذكر
والسوءة السوءاء في ذكر القمر
ولآخر في زوجته:
لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتي ... ولكن قرين السّوء باق معمّر
فياليتها صارت إلى القبر عاجلا ... وعذّبها فيه نكير ومنكر

اشدُد يديك بكلبٍ إن ظفرتَ بهِ ... قأكثر الناس قد صاروا خنازيرا

لمّا رأيتك لا فاجرا ... قويّا ولا أنت بالزاهد
ولا أنت بالرجل المتّقي ... ولا أنت بالرجل العابد
عرضتك في السّوق سوق الرقيق ... وناديت هل فيك من زائد
فما جاءني رجل واحد ... يزيد على درهم واحد
سوى رجل زادني دانقا ... ولم يك في ذاك بالجاهد
فبعتك منه بلا شاهد ... مخافة ردّك بالشاهد

وأبت إلي منزلي غانما ... وحلّ البلاء على الناقد



و ذكر أعرابي امرأة قبيحة، فقال: ترخي ذيلها على عرقوبي نعامة، و تسدل خمارها على وجه كالجعالة .

 دخلت أعرابية على حمدونة بنت المهدي؛ فلما خرجت سئلت عنها، فقالت: و اللّه لقد رأيتها فما رأيت طائلا؛ كأن بطنها قربة، و كأن ثديها دبّة ، و كأن استها رقعة، و كأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته‏ يقاتل ديكا.
و صاحب أعرابي امرأة فقال لها: و اللّه إنك لمشرفة الأذنين، جاحظة العينين، ذات خلق متضائل، يعجبك الباطل، إن شبعت بطرت، و إن جعت صخبت، و إن رأيت حسنا دفنتيه، و إن رأيت سيئا أذعتيه؛ تكرمين من حقرك، و تحقرين من أكرمك.
و هجا أعرابي امرأته فقال:
يا بكر حوّاء من الأولاد # و أمّ آلاف من العباد

عمرك ممدود إلى التّنادي # فحدّثينا بحديث عاد
و العهد من فرعون ذي الأوتاد # يا أقدم العالم في الميلاد

إني من شخصك في جهاد

في عجوز:


و قال أعرابي في امرأة تزوجها، و قد خطبها شابة طرية و دسّوا إليه عجوزا:
عجوز ترجّي أن تكون فتيّة # و قد نحل الجنبان و احدودب الظّهر

تدسّ إلى العطّار سلعة أهلها # و هل يصلح العطار ما أفسد الدهر 

تزوجتها قبل المحاق بليلة # فكان محاقا كله ذلك الشهر

و ما غرّني إلا خضاب بكفّها # و كحل بعينيها و أثوابها الصّفر

و قال فيها:
و لا تستطيع الكحل من ضيق عينها # فإن عالجته صار فوق المحاجر

و في حاجبيها حزّة كغرارة # فإن حلقا كانا ثلاث غرائر (2)

و ثديان أمّا واحد فهو مزود # و آخر فيه قربة للمسافر (3)

و قال فيها:
لها جسم برغوث و ساقا بعوضة # و وجه كوجه القرد بل هو أقبح

و تبرق عيناها إذا ما رأيتها # و تعبس في وجه الضّجيع و تكلح

لها مضحك كالحشّ تحسب أنها # إذا ضحكت في أوجه القوم تسلح‏ 

و تفتح-لا كانت-فما لو رأيته # توهّمته بابا من النار يفتح

إذا عاين الشيطان صورة وجهها # تعوّذ منها حين يمسي و يصبح‏

و قال أعرابي في سوداء:
كأنها و الكحل في مرودها # تكحل عينيها ببعض جلدها

و قال فيها:
أشبهك المسك و أشبهته # قائمة في لونه قاعدة

لا شكّ إذ لونكما واحد # أنكما من طينة واحده‏

ذكْرُ لُؤم الأصلِ والنَّفْس

يا عصارة لؤم في قرارة خبث، يا ألأم مهجة في أخس جثة، يا خبيث الطعمة حديث النعمة، لا أصل ثابت ولا فرع نابت، يا خبيث المركب لئيم المنسب يكاد من لؤمه يعدي من يتسمى باسمه أو يجلس إلى جنبه، قد أرضع بلبان اللؤم وربي في حجر الشر وفطم عن ثدي الخير ونشأ في عرصة الخبث، لا أمس ليومه ولا قديم لقومه، قصير الشبر صغير القدر، قاصر القدر ضيق الصدر

البُخْلُ وما يجري مَجراه

سائلهُ مَحْرومٌ، وماله مكتوم، لا يحين إنفاقهُ، ولا يُحل خناقهُ، خُبزُهُ كأوى، يُسْمع بهِ ولا يُرى، غَناؤهُ فقْرٌ، ومَطبخه قَفْرٌ، يملأُ بطنهُ والجارُ جائع، ويحفظ ماله والعِرْضُ ضائعٌ، قَدْ جعل ميزانه وكيلهُ، وأسنانه أكيلهُ، ورغيفهُ أليفهُ، ويمينه أمينه، وخاتمهُ خادمه، وصندوقه صديقه، وكيسهُ أنيسه.

القُبحُ والدّمامَةُ


وجهك كهول المطلع، وزوال النعمة، وقضاء السوءِ، وموت الفجاءة، ما أنت إلا قذى العين، وشجى الصدر، وأذى القلب، وحمى الروحِ، كأن النحس يطلع من جبهتك، والخل يقطر من وجنتك، وجه مسترق الحسن، متنقب بالقبحِ، وجهه يَشق على العين، وكلامة لا يسوغ في الأذن، وَجهك لحضور الغريم، وحصول الرقيب، وفراق الحبيب، خلفة الشيطانِ، وغفل الصبيان.

الثِّقل والبُغْضُ والبَرْدُ

فلانٌ ثقيل الطلعة، بغيض التفصيل والجُملةِ، بارد السُّكون والحركة لا أدري كيف لم تحمل الأمانة أرض حملتهُ، وكيف اجتاحت إلى الجبال بعدما أقلتهُ، فلان يحكي ثِقَلَ الحَديث المُعاد، ويمشي على العيون والأكباد، كأنَ وجهه أيامُ المصائب، وليالي النوائب، وكأنّ قُربهُ فَقْد الحبائب، وسوء العواقب، وكأنما وَصَلُةُ عدمُ الحياةِ وموتُ الفجاءةِ، وكأنّما هجره قوّةُ المِنَة، وريح الجَنّة، يا عَجبي من جسمٍ كالخيالِ، وروح كالجبال، كأنّه ثقل الدّين، على وجه العين، هو بين الجفن والعين قذاة، وبين النعل والأخمص حصاةٌ، أثقل من خراجٍ بلا غلّةٍ، ودواءً من غير عِلّةٍ، أبرَدُ من الزمهريرِ، بالعبوس القَمْطَرير.

الجَهْلُ والسُّخْفُ والخُرق

هناك جَهلٌ كثيفٌ، وعقلٌ سخيفٌ، قالب جهل مسبوق، بثوب جاهل لا يُميِّز، وأهوج لا يتحرَّز، أخرقُ مختلف، وأهوج متعجرفٌ لا يستر من العقل بسَجْفٍ، ولا يشتمل إلاّ على سُخْفٍ، أتى ما دَلَّ على خُرْقه ورَكاكة خُلقِه، قد ضل يتعثر في فضول جهلِهِ، ويَتَساقَطُ في ذيول خرقهِ.

القلَّةُ والذِّلَّةُ

ريحُ صَيفٍ، وطارقُ ضَيفٍ، فوته غنيمه، والظفَرُ بهِ هزيمة، يقل عن الذكر، ويزلّ عن الفكر، " أقلّ من تِبنة في لبنة " و" أَذَلُ من قُلامة في قمامة "، هوَ ولا شيء.

خُبْثُ الطَوِيّة ومخالفةُ الباطن للظاهر

قلب فلانٍ نَغْل، وصدره دَغلٌ، طوية مَعْلولَة، وعقيدة مغلولة، وعقيدة مدْخولة، صفوه رَنَقٌ، وبِرُّه لَمَقٌ، وودُّه مُزَأبقٌ، خبيث النّية، واكدُ الطويَّة، موجود عند الرخاء، مفقود عند البلاءَ، يَبثُّ حَبائل الزور، وينصب أشراك الغرور، يدَّعي ضروب الباطل، ويتحلّى بما هو عاطِلٌ، يُبدي وجه المطابق الموافق، ويخفي نظرَ المسارق المنافق، ضمير قلبه خبيث، ويمينه حنث، وعهده نكث، أظهر وَرعه، ليخفي طمعه، وقَصَّرَ سبالَه ليطيل يده، يبرز في ظاهِر السَّمْت، وباطن أصحاب السَّبْت.

الكَذِب وخُبْثُ اللسان

فلانٌ منغمسٌ في عَيْبِهِ، يكذبُ لذَيلهِ على جيبهِ، يقول بهتاً، وزوراً بحتاٌ، قد مُلىءَ قلبه رَيْناً وقوله مَيْناً، الفاختة عنه أبو ذَرّ، لسانهُ مقراضُ الأعراض، يأكل خبزه بلحومِ الناسِ، عرضٌ دنيء، وفم بذيءٌ.

خبثُ الفعل والاستهدافُ للعَيب

هو مقصورُ الهِمَّة على ما يُسْتهجَن ذكره، فكيف فعلهُ، قَدْ عَدَلَ عن الجميل جملةً، وأخلَّ بسواء السبيلِ دُفعة، لزمه عارٌ لا يحمي رسمه، ولزمهُ شنانٌ لا يزول وَسْمُه، فلان لسهام العائبين مُسْتَهدَفٌ، ولعصا الفاسقين متلقَّفٌ، فلان يخبىء العصا في الدّهليز الأقصى، قد تقلّدَ عاراً لا يغسلُه الاعتذارُ، ولا يمحوه الليل والنهارُ، قد أصبح نقل كل لسانٍ وضحكة كل إنسانِ، وحملت أمهاته سفاتج إلى البلدان، صار بذلة الألسن، ومثلة الأعين، عرض عِرضه لسهام العائبين، وألسنة القاذفين، عِرضه منديل الأيدي، وعِلك الألسنة.

التِّيهُ والكِبْرُ

قد أسكرته خَمْرَةُ الكِبْرِ، واستهوته غُرّة التِّيهِ، يتكبَّرُ على مستصغرين، ويتعاظم على مستحقرين، كأنّ كسرى حاملُ غاشيته، وقارونَ وكيلُ نفقته، وبلقيسَ إحدى داياته، وكأنّ يوسفَ عليه السلام لا ينظر إلاّ بمقلَتِه، ولقمان لم ينطق إلا بحكمته، كأنّ الشمس تطلعُ من جبينه، والغَمام يندى من يمينه، كأنّهُ امتطى السِّماكين، وانتعل الفرقدين، ومَلَك الخافقين، واستعبَد الثَّقَلين، وتناول النيِّرين بيدين.

الحَسَدُ

فلانٌ جَسدٌ كُلُهُ حَسَدٌ، وعِقْدٌ كله حِقد، الحاسِدُ يعمى عن محاسن الصبح، بعينٍ تدرك دقائق القُبح، الحَسود لا يَسود، الحَسَد آفة الجسد، فلانٌ معجون من طينة الحَسدِ والمنافسة، مضروبٌ في قالبِ الضيق والمناقشة.

دناءَةُ النَّفْسِ مع شَرَف الأبوّة

فلانٌ من الطاووس رجلُهُ، ومن الورد شوكُه، ومن الماء زَبَدُهُ، ومن الأسد نكهتهُ، ومن السَّحابِ ظُلمته، ومن النار دُخانها، ومن الخَمر خمارُها، ومن الدارِ مُستراحُها.

الجُبْنُ

فلانٌ تمثالُ الجُبن، وصورةُ الخَوف، ومقرُّ الرُّعب، ومن لو سمّيَتْ له الحرب لخاف لفظها قبل معناها، وذكرها قبل فحواها، هو من تخوَّفه أضغاث أحلامٍ فكيف مسموعُ الكلام وإذا ذكرتِ السيوفُ لمَسَ رأسَه هل ذهب، وإذا ذكرتِ الرماحُ لمس جنبه هل نُقِب.

خُلْفُ الوعْدِ وكثرة المَطْلِ

خُلفُ الوَعد، خُلُق الوَغْد، فلانٌ يُرسل برقَهُ، ولا يُسيل وَدْقَهُ، ويقدّم رعده ولا يمطر بعده، وعده برقٌ خُلَّبٌ، ورَوَغان ثَعلب، غيمُ وعدِه جُهامٌ، وسيفٌ بذله كَهامٌ، وعدُه مُقرمَطٌ، وتسويفه مفَرَّط قد حرمه نضرة الوعد، وجَرّهُ على شوك المَطْلِ، لا وعد نجيحٌ، ولا يأسٌ مريحٌ.

ذَمُّ الخَطّ

خَطّ مضطربُ الحرفِ، مُضاعَف الضَعْفِ، خطٌّ مُمَجْمَجٌ، ولفظٌ مُلَجْلجٌ خط سقيم، وخاطر عقيم، كأن قلمه لا يستجيب برَيهُ، والمدادُ لا يساعِدُ جريهُ خط يقذي العين، ويشجي الصدر، خط منحطٌّ، كأنه أرْجلُ البط على الشط، وأنامل السرطانِ على الحيطانِ، خط مجنون، لا يُدْرى أألِف هو أم نون، وسطورٌ فيها شطور.


ذَمُ الكلامِ

كلام تنبو عن قبوله الطِّباع، وتتجافى عن استماعِه الأسماع، ألفاظٌ تنبو عنها الآذان فتمجُّها، وتنكرها الطباعُ فترجُّها، كلامٌ لا يرفع السَّمْعُ له حِجاباً، ولا يفتح القلبُ لوفوده باباً، كلامٌ يُصدي الريَّان، ويصدىءُ الأفهام، كلام تُعمَل فيه حتّى تبدَّل، وتكلِّفَ حتى تعسَّف، طبع جاسٍ ولَفْظٌ فاشٍ، كلام كأنّهُ ثَمرٌ قُطِفَ قبل أوانِهِ، وشرابٌ بزُلَ قبل إبّانِهِ، كلامٌ بمثلهِ يتسلّى الأخرَسُ عن كلمِهِ، ويفرحُ الأصم بِصَمَمِهِ، بمثل ذلك الكلام رزق الصَّمْتَ المحبة، وأعطى الإنصات الفضيلة، لفظٌ رَثٌّ، ومعنىً غَثّ، كلام لا طائل فيهِ، ولا طلاوة عليهِ.

ذَمُّ الكاتِب

قد صدىء فَهْمُهُ، وتبلَّدَ طَبْعهُ، وتكدَّرَ خاطِرُهُ، الخرس أَحْسنُ من كلامه، والعيّ أبلغ من بيانِهِ، خاطره ينبو، وقلمه يكبو، فلانٌ كليلُ شَفرة الكلامِ، سريعُ وقع الأقلام، قصير رِشاءِ اللسان، قريب غَوْر البيان، يسهو ويغلط، ويخطىء ويسقط، هو في الأدب دَعى النَسَب، وهو في الكتابة ضَيِّق المضطرب، سَيّىءُ المنقَلَب، فلان قاصِرُ سعيِ البلاغةِ، قصيرُ باعِ الكِتابة.

ذَم الشِّعر والشاعر

أبيات لَيستْ من محكم الشَعْرِ وحكمه، ولا من أحرار الكلام وغرره، شِعْر ضعيف الصِّيغة، رديء الصَّنعةِ، قد جمع فيه بين إقواءٍ وأخطاءٍ وإبطاءٍ، لو شعر بالنقص ما شَعَرَ، ما قطع شِعْرُهُ شَعَرَه، ولا سقى قطره، هو من بين الشعراء، منبوذٌ بالعراءِ، شاعِرٌ باردُ العبارةِ، ثقيلُ الاستعارة، بَغِيضُ الإشارةِ، شعرُه لم يلبس حُلّة الحلاوة، ولم يُطل بالطلاوة.

باب القبح والدّمامة

أخبرنا بعض أشياخ البصرة أنّ رجلا وامرأته اختصما إلى أمير من أمراء العراق، وكانت المرأة حسنة المنتقب «1» قبيحة المسفر «2» ، وكان لها لسان، فكأنّ العامل مال معها، فقال: يعمد أحدكم إلى المرأة الكريمة فيتزوّجها ثم يسيء إليها؛ فأهوى الزوج فألقى النّقاب عن وجهها، فقال العامل: عليك اللعنة، كلام مظلوم ووجه ظالم.
قال أبو زياد الكلابيّ «3» : قدم رجل منّا البصرة فتزوّج امرأة، فلمّا دخل بها وأرخيت السّتور وأغلقت الأبواب عليه، ضجر الأعرابيّ وطالت ليلته، حتى إذا أصبح وأراد الخروج منع من ذلك وقيل له: لا ينبغي لك أن تخرج إلا بعد سبعة أيام؛ فقال: [طويل]
أقول وقد شدّوا عليها حجابها ... ألا حبّذا الأرواح والبلد القفر
ألا حبّذا سيفي ورحلي ونمرقى ... ولا حبّذا منها الوشاحان والشّذر «4»

أتوني بها قبل المحاق بليلة ... فكان محاقا كلّه ذلك الشهر «5»
وما غرّني إلّا خضاب بكفّها ... وكحل بعينيها وأثوابها الصّفر
تسائلني عن نفسها هل أحبّها ... فقلت ألا لا والذي أمره الأمر
تفوح رياح المسك والعطر عندها ... وأشهد عند الله ما ينفع العطر
وقال آخر: [بسيط]
أعوذ بالله من زلّاء فاحشة ... كأنّما نيط ثوباها على عود «1»
لا يمسك الحبل حقواها إذا انتطقت ... وفي الذّنابى وفي العرقوب تحديد «2»
أعوذ بالله من ساق لها حنب ... كأنّها من حديد القين سفّود «3»
وقال آخر: [طويل]
موتّرة العلباء محفوفة القفا ... لها ندب من حكّها غير دارس «4»
إذا ضحكت غصون كأنها ... غباغب حرباء تحوّز شامس «5»
كأنّ وريديها رشاء محالة ... مغاران من جلد من القدّ يابس «6»
وقال آخر: [رجز]
يا عجبا والدّهر ذو تعاجيب ... هل يصلح الخلخال في رجل الذيب
اليابس الكعب الحديد العرقوب
وقال آخر: [طويل]
لها جسم برغوث وساقا بعوضة ... ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
وتبرق عيناها إذا ما رأيتها ... وتعبس في وجه الضّجيع وتكلح «1»
وتفتح- لا كانت- فما لو رأيته ... توهّمته بابا من النار يفتح
فما ضحكت في النّاس إلّا ظننتها ... أمامهم كلبا يهرّ وينبح «2»
إذا عاين الشيطان صورة وجهها ... تعوّذ منها حين يمسي ويصبح
وقد أعجبتها نفسها فتملّحت ... بأيّ جمال ليت شعري تملّح
رأى أعرابيّ امرأة في شارة وهيئة، فظنّ بها جمالا، فلما سفرت فإذا هي غول؛ فقال: [طويل]
فأظهرها ربّي بمنّ وقدرة ... عليّ ولولا ذاك متّ من الكرب
فلمّا بدت سبّحت من قبح وجهها ... وقلت لها السّاجور خير من الكلب «3»
كان سعيد بن بيان التّغلبيّ سيّد بني تغلب، وكانت تحته برّة «4» وكانت من أجمل النساء، فقدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان، فدعاه سعيد بن بيان واحتفل ونجّد بيوته واستجاد طعامه وشرابه، فلما شرب الأخطل جعل ينظر إلى وجه برّة وجمالها، وإلى وجه سعيد وقبحه؛ فقال له سعيد: يا أبا مالك، أنت رجل تدخل على الخلفاء والملوك فأين ترى هيئتنا من هيئتهم! فقال الأخطل: ما لبيتك عيب غيرك؛ فقال سعيد: أنا والله أحمق منك يا نصرانيّ حين أدخلك منزلي، وطرده. فخرج الأخطل وهو يقول: [طويل]
وكيف يداويني الطبيب من الجوى ... وبرّة عند الأعور ابن بيان «1»
فهلّا زجرت الطّير إذ جاء خاطبا ... بضيقة بين النّجم والدّبران «2»
قال عبد بني الحسحاس يذكر قبحه «3» : [طويل]
أتيت نساء الحارثيين غدوة ... بوجه براه الله غير جميل
فشبّهنني كلبا ولست بفوقه ... ولا دونه إن كان غير قليل
قال رجل للأحنف: «تسمع بالمعيديّ لا أن تراه» «4» ؛ فقال: ما ذممت منّي يا بن أخي؟ قال: الدّمامة وقصر القامة؛ قال: لقد عبت عليّ ما لم أؤامر فيه «5» .
قال عبد الملك بن عمير: قدم علينا الأحنف الكوفة مع المصعب بن الزّبير، فما رأيت خصلة تذمّ إلا وقد رأيتها في الأحنف: كان صعل الرأس «6» ، متراكب الأسنان، أشدق «7» ، مائل الذّقن، ناتىء الوجه، غائر العين، خفيف العارض، أحنف الرّجل «8» ، ولكنه إذا تكلّم جلا عن نفسه.
أبو اليقظان قال: كان المحارش قبيحا فقال فيه هبنّقة «9» : [طويل]
لو كان وجهي مثل وجه محارش ... إذا ما قربت الدّهر باب أمير
قال: وأخذ محارش قذاة عن عبيد الله بن زياد؛ فقال: صرف عنك السّوء؛ فقال جلساؤه: إذا يصرف عنه وجهه.
سئل مدنيّ عن حلية رجل، فقال: حليته محجمه.
قال المأمون لمحمد بن الجهم: أنشدني بيتا حسنا أولّك به كورة «1» ؛ فقال: [كامل]
قبحت مناظرهم فحين خبرتهم ... حسنت مناظرهم لقبح المخبر
فاستزاده، فأنشده: [طويل]
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه ... فطيب تراب القبر دلّ على القبر «2»
فوّلاه الدّينور «3» وهمذان.
قال أعرابيّ في امرأته: [طويل]
ولا تستطيع الكحل من ضيق عينها ... فإن عالجته صار فوق المحاجر
وفي حاجبيها حزّة لغزارة ... فإن حلقا كانا ثلاث غرائر «4»
وثديان أمّا واحد فكموزة ... وآخر فيه قربة لمسافر
وقال إسحاق الموصليّ: رأت قريبة بن سيابة مولى ابن أسد عندي، فقلت لها: يا أمّ البهلول كيف ترين هذا؟ قالت: ماله قبّحه الله عامّة! لو كان داء ما برىء منه.
وقال فاتك في سعيد بن سلم: [سريع]
وإنّ من غاية حرص الفتى ... طلابه المعروف في باهله «1»
كبيرهم وغد ومولودهم ... تلعنه من قبحه القابله
قال الأسعر الجعفيّ «2» يهجو قوما: [متقارب]
زعانف سود كخبث الحدي ... د يكفي الثلاثة شقّ الإزار «3»
وقال أبو نواس يذكر امرأة: [وافر]
وقائلة لها في وجه نصح ... علام قتلت هذا المستهاما
فكان جوابها في حسن سرّ ... أأجمع وجه هذا والحراما
كان المغيرة بن شعبة قبيحا أعور، فخطب امرأة، فأبت أن تتزوّجه، فبعث إليها: إن تزوجتني ملأت بيتك خيرا، ورحمك أيرا؛ فتزوّجت به.
وسئلت عنه امرأة طلّقها فقالت: عسل يمانية في ظرف سوء «4» .
أنشدنا دعبل: [متقارب]
بليت بزمّردة كالعصا ... ألصّ وأسرق من كندش «1»
لها شعر قرد إذا ازّيّنت ... ووجه كبيض القطا الأبرش «2»
كأنّ الثأليل في وجهها ... إذا سفرت بدد الكشمش «3»
وقال أعرابيّ: [وافر]
جزى الله البراقع من ثياب ... عن الفتيان شرّا ما بقينا
يوارين الملاح فلا نراها ... ويزهين القباح فيزّهينا «4»
وقال آخر: [وافر]
رأوه فازدروه وهو حرّ ... وينفع أهله الرجل القبيح
كان ذو الرّمة يشبّب بميّة، وكانت من أجمل النساء ولم تره قطّ، فجعلت لله عليها بدنة «5» حين تراه، فلما رأته رأته رجلا دميما أسود، فقالت:
وا سوءتاه! وا بؤساه! فقال ذو الرّمة: [طويل]
على وجه ميّ مسحة من ملاحة ... وتحت الثياب الشّين لو كان باديا «6»
ألم تر أن الماء يخبث طعمه ... وإن كان لون الماء أبيض صافيا
إسحاق الموصليّ قال: دخلت أعرابية على حمدونة بنت الرشيد، فلما خرجت سئلت عنها، فقالت: وما حمدونة! والله لقد رأيتها وما رأيت طائلا، كأنّ بطنها قربة، وكأنّ ثديها دبّة «1» ، وكأن استها رقعة، وكأن وجهها وجه ديك قد نفش غفريّته «2» يقاتل ديكا.
ذكر أعرابيّ امرأة حسنة اللفظ قبيحة الوجه، فقال: ترخي ذيلها على عرقوبي نعامة، وتسدل خمارها على وجه كالجعالة (وهي الخرقة التي تنزل بها القدر عن النار) .
وقال دعبل في كاتب: [كامل]
تمّت مقابح وجهه فكأنّه ... طلل «3» تحمّل ساكنوه فأوحشا
لو كان لاستك ضيق صدرك أو لصد ... رك رحب دبرك كنت أكمل من مشى
كان بعض المعلّمين يقعد أبناء المياسير والحسان الوجوه في الظلّ، ويقعد الآخرين في الشّمس، ويقول: يا أهل الجنة، ابزقوا في وجوه أهل النار.
وقال رجل من أبناء المهاجرين: أبناء هذه الأعاجم كأنهم نقبوا الجنّة وخرجوا منها، وأولادنا كأنهم مساجر التّنانير «4» .
أبو المهلهل الحدائيّ «5» قال: ارتحلت إلى الرمل في طلب ميّ صاحبة ذي الرّمّة، فما زلت أطلب موضعها حتى أرشدت إليه، فإذا خيمة كبيرة على بابها عجوز هتماء «6» ، فسلّمت عليها ثم قلت: أين منزل ميّ؟ قالت: أنا ميّ؛
فتعجّبت وقلت: عجبا من ذي الرمّة وكثرة قوله فيك! قالت: لا تعجبنّ فإني سأقوم بعذره عنك، ثم قالت: يا فلانة، فخرجت من الخيمة جارية ناهدة عليها برقع فقالت: اسفري، فلما سفرت تحيّرت لما رأيت من جمالها وبراعتها؛ فقالت: علقني ذو الرمّة وأنا في سنّها؛ فقلت: عذره الله ورحمه، فاستنشدتها فجعلت تنشد وأنا أكتب.
وقال أبو نواس في الرّقاشيّ: [سريع]
قل للرّقاشيّ إذا جئته ... لو متّ يا أخرق لم أهجكا»
دونك عرضي فاهجه راشدا ... لا تدنس الأعراض من شعركا
والله لو كنت جريرا لما ... كنت بأهجى لك من وجهكا

(بَاب مذمة النِّسَاء)

1 - قَالَ الحطيئة جَرْوَل العبسى
(تنحّى فاقعدى منى بَعيدا ... أراح الله مِنْك العالمينا)
2 - وَقَالَ بِلَال بن جرير
(إِلَى الله أَشْكُو أَن قلبى مُعَلّق ... برعناء حسناء القوام رداح)

(صَبِيحَة وَجه والصِباح مآلف ... لكل فَتى للغانيات مُبَاح)

(تسخّط مَا يرضى وَتحرق بالأذى ... وَلَيْسَ بناهيها لحاية لَاحَ)

(فَلَا بُد من صَبر عَلَيْهَا لحسنها ... وَإِن زَاد مِنْهَا النكر كل صباح)
3 - وَقَالَ آخر
(يهيم بهَا قلبى وتأبى خلائقى ... ويأنف طبعى أَن أقرّ على أَذَى)

(مليحة وَجه غير أَن فعالها ... قباح وَهَذَا لَا يفى عندنَا بذا)

(فان قيل لى صبرا عَلَيْهَا لحسنها ... فَقلت وَمَا صَبر الْعُيُون على القذا)
4 - وَقَالَ آخر وَكَانَ قد قدم بِزَوْجَتِهِ إِلَى دمشق لتَمُوت بالوباء ظنا مِنْهُ أَنَّهَا أَرض وبيّة
(دمشق خذيها واعلمى أَن لَيْلَة ... تمر بعُودَى نعشها لَيْلَة الْقدر)
5 - وَقَالَ جران الْعود
(من كَانَ أصبح مَسْرُورا بِزَوْجَتِهِ ... من الْأَنَام فانى غير مسرور)

(كَأَن فى الْبَيْت بعد الهدء راصدة ... غولا تصّوُر فى كل التصاوير)

(شوهاء ورهاء مسنون أظافرها ... لم تلف إِلَّا بِشعر غير مضفور)
(مؤمة الْوَجْه نحس لَا تُفَارِقهُ ... كَأَنَّهَا دبقة فى ريش عُصْفُور)

(كأننى حِين ألْقى وَجههَا بكرا ... أَهْوى إِلَى اللَّيْل يومى ذَاك فى بير)
6 - وَقَالَ أَيْضا
(يَقُولُونَ فى الْبَيْت لى نعجة ... وفى الْبَيْت لَو يعلمُونَ النمر)

(أحبى لى الْخَيْر أَو أبغضى ... كِلَانَا بِصَاحِبِهِ منتظر)
7 - وَقَالَ آخر
(وَمَا تَسْتَطِيع الْكحل من ضيق عينهَا ... فان عالجته صَار فَوق المحاجر)

(وفى حاجبيها جزّة لغِرارة ... فان حُلّقا صَارا ثَلَاث غَرَائِر)

(وثديان أما وَاحِد فكموزة ... وَآخر فِيهِ قربَة للْمُسَافِر)
8 - قَالَ دعبل بن على الخزاعى
(أعوذ بِاللَّه من ليل يقربنى ... إِلَى مضاجعة كالدلك بالمسد)
9 - وَقَالَ عَاصِم بن خروعة النهشلى
(إِلَى الله أَشْكُو أَنَّهَا قد تنكّرت ... وأبدت لى الْبغضَاء أم مُحَمَّد)

(فقد تركتنى عِنْدهَا كمدلة ... يحاذر وَقعا من لِسَان وَمن يَد)

(كَأَن عَذَاب الْقَبْر تَحت ثِيَابهَا ... إِذا لصقت تَحت الخباء الممدد)

(فيا رب فرج كربتى قبل ميتتى ... بواضحة الْخَدين ريا الْمُقَلّد)

(فانى مَتى عاتبتها كَانَ عذرها ... وإعتابها إِن كنت غَضْبَان فازدد)

(هى الغول والشيطان لَا غول غَيرهَا ... وَمن يصحب الشَّيْطَان والغول يكمد)

(تعوذ مِنْهَا الْجِنّ حِين يرونها ... ويطرق مِنْهَا كل أَفْعَى وأسود)

(فانى لشاكيها إِلَى كل مُسلم ... وداع عَلَيْهَا الله فى كل مَسْجِد)
10 - وَقَالَ صحر بن الشريد السلمى جاهلى وَكَانَ قد سمع إمرأته تَقول لسائل عَنهُ لَا ميت فينعى وَلَا حى فيرجى
فَعلم أَنَّهَا برمت مِنْهُ وَرَأى أمه تحرق عَلَيْهِ وَكَانَ قد طعن طعنة كَانَ فِيهَا حتفه
(أرى أم صَخْر مَا تمل عيادتى ... وملت سليمى مضجعى ومكانى)

(وَمَا كنت أخْشَى أَن أكون جَنَازَة ... عَلَيْهَا وَمن يغتر بالحدثان)

(أهتم بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه ... وَقد حيل بَين العير والنزوان)

(لعمرى لقد نبهت من كَانَ نَائِما ... وأسمعت من كَانَت لَهُ أذنان)

(وللموت خير من حَيَاة كَأَنَّهَا ... محلّة يعسوب بِرَأْس سِنَان)

(فأى امْرِئ سَاوَى بِأم حَلِيلَة ... فَلَا زَالَ إِلَّا فى شقاً وهوان)
11 - وَقَالَ مرقال الأسدى فى ابْنة عَم لَهُ ورهاء وَكَانَ قد دخل عَلَيْهَا يَوْمًا وهى متغضبة فَقَالَ مَا شَأْنك قَالَت لِأَنَّك لم تشبب بى كَمَا يشبب الرِّجَال ينائهم فَقَالَ
(تمت عُبَيْدَة إِلَّا فى محاسنها ... فالحسن مِنْهَا بِحَيْثُ الشَّمْس وَالْقَمَر)

(مَا خَالَفت الظبى مِنْهَا حِين تبصره ... إِلَّا سوالفها والجيد وَالنَّظَر)
12 - وَقَالَ شَقِيق بن السليك بن أَوْس الأسدى
(فِاما نكحت فَلَا بالرفاء ... وَإِمَّا ابتنيت فَلَا بالبنينا)

(وزوجت أشمط فى غربَة ... تجن الحليلة مِنْهُ جنونا)

(خَلِيل إِمَاء تقسّمنه ... وللمحصنات ضروبا مهينا)

(يُرِيك الْكَوَاكِب نصف النَّهَار ... وتلقين من بغضه الأقورينا)

(كَأَنَّك من بغضه فَاقِد ... ترجّع بعد حنين حنينا)

(معدّ بِلَا زلَّة تفعلين ... لظهركْ بالظلم سوطاْ متينا)
(فأبعدك الله من جَارة ... وألزمك الله مَا تكرهينا)
13 - وَقَالَ ذُو الْكِبَار عمار الهمذانى أموى الشّعْر
(إِن عرسى لَا هداها الله بنت لرباح)

(كل يَوْم تفزع الْجلاس مِنْهَا بالصياح)

(وَلها لون كداجى اللَّيْل من غير صباح)

(ولسان صارم كالسيف مشحوذ النواحى)

(عجل الله خلاصى من يَديهَا وسراحى)
14 - وَقَالَ أَبُو الغطمش الحنفى
(منيت بزنمردة كالعصا ... ألص وأخبث من كندش)
15 - وَقَالَ آخر
(إِن من غره النِّسَاء بشئ ... بعد هِنْد لجَاهِل مغرور)

(حلوة القَوْل وَاللِّسَان وَمر ... كل شئ أجن مِنْهَا الضَّمِير)
16 - وَقَالَ آخر
(فان ترفقى يَا هِنْد فالرفق أَيمن ... وَإِن تخرقى يَا هِنْد فالخرق أشأم)

(فَأَنت طَلَاق وَالطَّلَاق عَزِيمَة ... ثَلَاثًا وَمن يخرق أعق وأظلم)
17 - وَقَالَ جران الْعود
(لقد كَانَ لى فى ضرتين عدمتنى ... وَعَما ألاقى مِنْهُمَا متزحزح)

(هما الغول والسعلاة حلقى مهما ... مخدش مَا بَين التراقى مكدح)
18 - وَقَالَ أَبُو الطروق الضبى
(يَقُولُونَ أصدقهَا جوادا وقينة ... فقد جردت بيتى وَبَيت عياليا)
(وأبقت ضبابا فى الصُّدُور كوامناْ ... وَغَابَتْ فَلَا آبت سمير اللياليا)
19 - وَقَالَ آخر
(لَا تنكحن عجوزا إِن أتيت بهَا ... واخلع ثِيَابك مِنْهَا ممعنا هربا)

(فان أتوك فَقَالُوا إِنَّهَا نصف ... فَأن أطيب نصفيها الذى ذَهَبا)
20 - وَقَالَ ابو الزَّوَائِد الأعرابى
(عَجُوز ترجى أَن تكون فتية ... وَقد غارت العينان واحدودب الظّهْر)
(تدس إِلَى الْعَطَّار ميرة أَهلهَا ... وَهل يصلح الْعَطَّار مَا أفسد الدَّهْر)

(وَمَا راقنى إِلَّا خضاب بكفها ... وكحل بعينيها وأثوابها الصفْر)

(وَجَاءُوا بهَا قبل المحاق بليلة ... فَكَانَ محاقا كُله ذَلِك الشَّهْر)
21 - وَقَالَ آخر
(إِذا خرجت لحاجتها أتتنى ... من الْكَذِب العجيب بِكُل لون)

(تعين علىّ دهرى مَا استطاعت ... وَلَيْسَت لى على دهرى بعون)
22 - وَقَالَ آخر
(صبرت على ليلى ثَلَاثِينَ حجَّة ... تعذبنى ليلى مرَارًا وتصخب)

(إِذا قلت هَذَا يَوْم ترْضى تنكّرت ... وَقَالَت فَقير سيئ الْخلق أشيب)

(فَقلت لَهَا قد يعسر الْمَرْء حقبة ... ويصبر وَالْأَيَّام فِيهَا تقلّب)

(فَلَمَّا رَأَيْت أَنَّهَا لى شائى ... تنكبتها وَالْحر يحمى ويغضب)

(وطلقتها أَنى رَأَيْت طَلاقهَا ... أعف وفى الأَرْض العريضة مَذْهَب)
23 - وَقَالَ آخر
(عدمت نسَاء الْمصر أَن نِسَاءَهُ ... قصار هواديها عِظَام بطونها)
(فَلَا تعط فى مصرية نصف دانق ... وَإِن ثقلت أردافها ومتونها)
24 - وَقَالَ آخر
(وزوجتها رُومِية هرمزية ... بِفضل الذى أعْطى الْأَمِير من الرزق)

(بِمهْر يسير وهى غَالِيَة بِهِ ... إِذا ذكر النسوان بالمنكح الصدْق)
25 - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى
(على ألية مَا دمت حَيا ... أمسك طَائِعا إِلَّا بعودى)

(وَلَا أهْدى لأرض أَنْت فِيهَا ... سَلام الله إِلَّا من بعيد)

(فَخير مِنْك من لَا خير فِيهِ ... وَخير من زيارتكم قعودى)
26 - وَقَالَ قَتَادَة بن مَعْرُوف اليشكرى
(تجهزى للطَّلَاق وانصرفى ... ذَاك دَوَاء الجوامح الشَّمْس)
(مَا أَنْت بِالْجنَّةِ الْوَدُود وَلَا ... فِيك أرى خيرة لملتمس)

(لليلة الْبَين إِن ظَفرت بهَا ... آثر عندى من لَيْلَة الْعرس)
27 - وَقَالَ آخر
(أترجو العامرية زوج صدق ... وَقد زَادَت على مائَة سنوها)
(تطفطف مَا يُرِيد الزَّوْج مِنْهَا ... وأنتن من طَوِيل الْعُمر فوها)

(وَنقل رَحلهَا فى كل حى ... وجربت الرِّجَال وجربوها)
28 - وَقَالَ آخر
(إنى رَأَيْت عجبا مذ أمسا ... عجائزا مثل السعالى خمْسا)

(ياكلن مَا فى رحلهن همسا ... لَا ترك الله لَهُنَّ ضرسا)

(وَلَا لقين الدَّهْر إِلَّا تعسا ... )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire